إعداد : أشرف حامل الدين
انت كطالب تطأ قدميه كلية الحقوق لأول مرة سيتبادر إلى ذهنك العديد من التساؤلات حول ما انت مقبل عليه في دراستك لهذه الشعبة، وهل دراسة القانون فعلا تعد من الأمور الصعبة، وهل تحتاج إلى بذل مجهود كبير ثم مالذي ستتعلمه من خلال دراستك للقانون .
عزيزي الطالب نعلم وإياك أن لكل ظاهرة قانونا يؤطرها فالطبيعة ايضا لها قوانين تؤطر كل ظواهرها للظواهر الإنسانية والاجتماعية أيضا قوانين تؤطرها و قد مرت هذه القوانين بالعديد من التطورات ، فوجود القانون ارتبط بوجود الإنسان حيث كانت الغلبة للأقوى ، وبعد أن ساد هذا النمط من احتكار السلطة أدرك الإنسان انه في حاجة إلى النظام ، ومن أجل حماية حقوقه اقتنع انه من الضروري التنازل على يعض الحقوق في سبيل تحقيق المصلحة العامة، ومن ثم شكلت هذه المرحلة نقطة تحول كبير من أجل الخروج من حالة الفوضى إلى حالة النظام .
وقد لعبت القواعد الإلهية دورا كبيرا في تطور القانون بمختلف الشرائع السماوية حيث أصبح الإنسان مؤمنا وعلى علم ويقين بأن هناك جزاءات تترتب عن كل سلوك سواء كان ايجابيا أو سلبيا فمن كان سلوكه ايجابيا سينال الجنة جزاء له على التزامه باحترام هذه القواعد كما سيكون العقاب جزاء لمن لم يلتزم باحترام هذه القواعد .
مرت القواعد القانونية بالعديد من التطورات مع مختلف الحضارات والشرائع السماوية إلى غاية ظهور و انتشار الإسلام الذي جاء به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور و العمل العظيم الذي قاموا به علمائنا رحمهم الله في شروحاتهم واجتهاداتهم قبيلة الحملة العسكرية التي قام بها نابليون بونابرت على الولايات العثمانية بهدف الدفاع عن المصالح الفرنسية . حيث قام حسب العديد من الروايات بتبني تعاليم الفقه الإسلامي والمالكي من أجل وضع اول قانون وضعي بفرنسا الذي عرف فيما بعد بقانون نابليون حيث بدأ تنفيذ هذه القوانين في 21 مارس 1804 حيث ظل محافظا على أغلب القواعد التي تنظم العلاقات المدنية بين الأشخاص مع تغيير كل المبادئ التي تتعارض مع الكاثوليكية . فبعد أن استعمرت فرنسا بعض مناطق دول البحر الأبيض المتوسط لم تجد صعوبة في تمرير هذه القواعد لان الأصل في هذه القواعد أنها قواعد تجد مصدرها في الفقه الإسلامي.
عزيزي القارء ان الجزاء بمفهومه الواسع ليس من الضروري ام يكون سلبيا بل ويمكن أن يكون ايجابيا فالجنة جزاء إيجابي و جهنم جزاء سلبي، لكن الجزاء في مفهومه القانوني يتمثل في العديد من الأشكال والعقوبة مجرد شكل من أشكال الجزاءات الجنائية حيث توجد العديد من الجزاءات الأخرى المدنية والإدارية والمهنية ……. والتي ستتعرف عليها فيما بعد .
فما الذي يرتب جزاء جنائيا وما الذي يرتب باقي أشكال الجزاء التي أشرنا إليها ؟
اظن ان هذا ما يتبادر إلى ذهنك في هذه الأثناء ، عزيزي الطالب وكما أشرنا من قبل ان القانون مجموعة من القواعد التي تنظم حياة الفرد داخل المجتمع ، و كما نعلم فإن الإنسان يمكن أن يقوم بالعديد من الأعمال والتصرفات التي قد ترتب العديد من الآثار وبناء على طبيعة هذه الأعمال والتصرفات والآثار التي ترتبها فإنه يتم تحديد القانون المناسب لتأطيرها .
فالشخص ملزم باحترام كل الالتزامات وكل خلل بهذه الالتزامات يرتب اثاره و منه فإنه يتعين علينا أن نميز بين الالتزامات القانونية السابقة والالتزامات التعاقدية
فالأولى لا دخل لإرادة الشخص فيها فبمجرد أن يصبح الإنسان مسؤولا يعتبر ملزما باحترامها ولا دخل لإرادته فيها وبالتالي فاعتداء شخص على شخص آخر وسرقته يعتبر جريمة حسب القانون وذلك يرتب قيام مسؤولية جنائية التي يترتب عنها جزاء جنائيا ( كما أشرنا فالجزاءات الجنائية متعددة ) أيضا اخلال الشخص بالتزاماته التعاقدية يرتب قيام مسؤولية مدنية التي يترتب عنها العديد من الجزاءات المدنية ….
عزيزي الطالب انت مقبل اذا على معرفة ماهية القاعدة القانونية ، مصادرها خصائصها وظائفها ثم ستتعرف على أشكال الجزاءات التي أشرنا إليها وايضا مفهوم الشخص في القانون فالشخص يمكن أن يكون ذاتيا كما يمكن أن يكون اعتباريا سنتوقف عند هذا الحد حيث سنحاول بإذن الله الوقوف عند اهم النقاط التي أشرنا إليها و بشكل مفصل دمتم في رعاية الله وحفظه.
تعليقات فيسبوك