عدد الأشخاص الدين قرأو هذا المقال : 734

 خصائص العقد الالكتروني وتمييزه عن باقي العقود

5
(2)

أيوب الطاهري

إن العقد الالكتروني هو العقد الذي يتلقى فيه الإيجاب والقبول عبر شبكة الاتصالات دولية باستخدام التبادل الالكتروني للبيانات بقصد إنشاء التزامات تعاقدية. فالعقد الالكتروني إذن هو التقاء إيجاب صادر من الموجب بشأن عرض مطروح بطريقة الإلكترونية سمعية أو مرئية أو كليهما على شبكة الاتصالات والمعلومات، بقبول مطابق له صادر من طرف القابل بذات الطرق بهدف تحقيق عملية أو صفقة معينة يرغب الطرفان في إنجازها.[1]

وتشمل عملية التعاقد الالكتروني بخلاف الإيجاب والقبول الالكتروني، على العديد من المعاملات الالكترونية مثل العروض والإعلان عن السلع والخدمات وطلبات الشراء الالكترونية و الفواتير الالكترونية ووسائل الدفع الالكترونية. ومن المقرران العقد بصفة عامة يتمثل في تلاقي إرادتين أو أكثر على إحداث اثر قانوني، و أن العقد شريعة المتعاقدين، وان العقد من حيث تكوينه إما أن يكون رضائيا أو شكليا أو عينيا، وهو من حيث الأثر أما أن يكون ملزما للجانبيين أو ملزم لجانب واحد، وإما أن يكون عقد معاوضة أو عقد تبرع، وهو من حيث الطبيعة إما أن يكون عقدا فوريا او عقدا محددا او عقدا احتماليا. وعليه سوف نتناول في الحديث عن خصائص العقد ان الإلكتروني، (الفقرة الأولى) تمييزه عن باقي العقود في (الفقرة الثانية).

الفقرة الأولى: خصائص العقد الالكتروني.

ان العقد الالكتروني يتميز بعدة سمات تمييزه عن العقود التقليدية وتتمثل فيما يلي:

  1. يتم إبرام العقد الالكتروني بدون التواجد المادي لأطرافه، فالسمة الأساسية للتعاقد الالكتروني أنه يتم بين متعاقدين لا يجمعهما مجلس عقد حقيقي حيث يتم التعاقد عن بعد بالوسائل التكنولوجيا الحديثة فتبادل التراضي يكون الكترونيا عبر شبكة انترنت من خلال مجلس عقد حكمي افتراضي [2] لذلك فهو فوري معاصر رغم أنه يتم عن بعد وقد يكون غير معاصر وهذا التعاصر هو نتيجة صفة تفاعلية فيما بين أطراف العقد.
  2. يتم استخدام الوسائط الالكترونية في ابرام التعاقد، ويعد ذلك من أهم مظاهر الخصوصية في العقد الالكتروني، بل إنها أساس هذا العقد حيث يتم إبرامه عبر شبكة الاتصالات الكترونية، فالعقد الالكتروني لا يختلف من حيث الموضوع أو الأطراف عن سائر العقود التقليدية لكنه يختلف فقط من حيث طريقة ابرامه وكونه يتم باستخدام وسائط إلكترونية، وتلك الوسائط هي التي دفعت إلى اختفاء الكتابة التقليدية التي تقوم على الدعائم الورقية لتحل محلها الكتابة الالكترونية التي تقوم على دعائم إلكترونية. [3]

حيث تضمن ملحق تعليمات الاتحاد الأوربي بشأن البيع بعض الأمثلة لتقنيات الاتصال عن بعد منها المطبوعات المعنون وغير المعنون، الخطابات الموحدة و الدعاية مع نموذج الطلب و الكتالوج اتيالتيل فون المرئي والفيديو تكس المرسلات الالكترونية ، ماكينات التصوير، التليفزيون.

  • العقد الالكتروني يتسم غالبا بالطابع الدولي، ذلك أن الطابع العالمي لشبكة الانترنت من جعل معظم دول العالم في حالة اتصال دائم على الخط on line يسهل العقد بين طرف دولة والطرف الاخر في دولة أخرى، ويثير الطابع الدولي للعقد الالكتروني العديد من المسائل كمسألة بيان مدى أهلية المتعاقد وكيفية التحقق من شخصية المتعاقد الاخر ومعرفة حقيقة المركز المالي له. وتحديد المحكمة المختصة وكذا القانون الواجب التطبيق على منازعات ابرام العقد الالكتروني.[4]

يتسم العقد الالكتروني بالطابع التجاري لذلك يطلق عليه عقد التجارة الالكترونية، وقد جاءت تلك الصفة من السمة الغالبة لذلك العقد، حيث ان عقود البيع الالكترونية تستحوذ على الجانب الأعظم من مجمل العقود، كما أن العقد الالكتروني يتسم بطابع الاستهلاك الانه غالبا ما يتم بين تاجر أو مهني او مستهلك فهو من عقود الاستهلاك وهذا ما أكده التوجه الأوربي بشأن حماية المستهلك وكذا قانون الاستهلاك الفرنسي والذي يفرض على التاجر المهني، باعتباره الطرف القوي في التعاقد العديد من الواجبات و الالتزامات القانونية تجاه المستهلك باعتبار


[1] خالد ممدوح إبراهيم، ابرام العقد الالكتروني، ط 2008، ص 74.

[2] محمد سعد خليفة، مشكلات البيع عبر انترنت دار النهضة العربية القاهرة2002 ص 30.

[3] فريدة اليموري، احكام عقد البيع ، ط 2020.

[4] خالد ممدوح ، م س، ص 77.

يسعدنا تقييمك لهذا المقال

معدل التقييمات 5 / 5. عدد التقييمات 2

لا يوجد تقييمات لهذا المقال

تعليقات فيسبوك